بسم الله الرحمن الرحيم
=========================
==================
=============
اخواتي في الله ...من منا لا
تخطئ و تذنب و تطرق باب التوبة املا بأن يمن عليها الله سبحانه و تعالى
بالمغفرة و لكن أي توبة نتوب ...فلنضع توبتنا في الميزان و لنرى اذا كانت
حقا توبة نصوح ...صحيحة ...كاملة نستحق بها عفو الكريم ...لهذا حبيباتي في
الله ارتأيت مشاركتكن هذه القطفة من محاضرة للشيخ محمد المنجد -حفظه الله_ بعنون : أحكام التوبة...و فيها تطرق الشيخ لعناصر مهمة منها: علامات التوبة الصحيحة ...و هي :
==============
1
_تعظيم الجناية:
تعظيم الجناية التي وقع فيها العبد: تعظم في عينيه وتظهر له كوحش كاسر
يريد أن يفترسه، وكجبل عظيم يوشك أن يقع عليه، فكلما عظمت الجناية في عين
العبد؛ كانت توبته منها أشد وأصح، وعلى قدر تعظيم الجناية يكون ندمه على
ارتكابها أكبر، فإن من استهان بضياع فلس -وهو الشيء التم الحذف كلمة غير محترمة4 من المال- ولم
يندم على إضاعته، فإذا تبين له أن الذي ضاع منه في الحقيقة دينار وليس
فلساً فهنا ينقلب الأمر في نفسه، ويشتد ندمه على هذا الأمر العظيم الذي
أضاعه وفقده. الناس عندما يرتكبون الذنوب يستصغرون شأنها، وتكون في أعينهم
غير ذات بال وشأن، ولكنهم إذا تابوا إلى الله استعظموا الذنوب، وبدت لهم
الذنوب التي عملوها ليست صغيرة، وإنما هي أمور عظيمة، فتكون توبتهم أكبر
وأشد حرارة إلى الله عز وجل. وتعظيم الجناية ينشأ عن ثلاثة أمور: الأمر الأول: تعظيم الأمر الذي وقع فيه هذا الرجل. والأمر الثاني:
تعظيم الآمر الذي أمر بالابتعاد عن هذا الشيء، ثم أنت وقعت فيه، وهذا هو
الأهم؛ فإن من أسماء الله عز وجل -العظيم- فكلما آمنت بهذا الاسم العظيم
فإنك تشتد هيبة من الله عز وجل، وبعداً عن الوقوع في المحرمات. والأمر الثالث: التصديق بالجزاء، التصديق بأن هذا الأمر إذا صممت عليه فإن عقوبته النار عند الله عز وجل
2_اتهام صحة التوبة:
===
والأمر الثاني من علامات صحة التوبة: اتهام التوبة نفسها، بأنك تخاف أن
تكون هذه التوبة لم تقع على الوجه المطلوب منك، وعلى الوجه الذي من المفترض
أن تؤديها عليه، فتخاف أنك لم توفها حقها، وأنها لم تقبل منك، وأنك لم
تبذل جهدك في صحة هذه التوبة، وأنها قد تكون من توبات العلل ، أنك تشك في
صحة هذه التوبة، ليس الشك الذي يجعلك موسوساً مبتعداً عن رحمة الله واقعاً
في اليأس والقنوط، وإنما الخوف أن تكون هذه التوبة فيها نقص أو غير مقبولة
عند الله، إن هذا الأمر يساعدك على تعظيم التوبة وتوكيدها أكثر من ذي
قبل. وكذلك من العلامات التي تقابل هذا الأمر في التوبة السقيمة: أن
التائب يطمئن ويثق تماماً بأن الله قد قبل توبته، حتى كأنه أعطي منشوراً
بالأمان كما يقول ابن القيم رحمه الله: كأنه أعطي صكاً بدخول الجنة، هذه
التوبة تخوّف، وهذه التوبة في خطر؛ لأن هذا من علامات التهمة، تتهم بها
نفسك، لو أنك أحسست من بعد التوبة بأنك قد ضمنت دخول الجنة، وأنك متيقن
بأن الذنب قد انتهى وأن الله قد غفره.
3_الإقبال على الله والبكاء على الذنب:
===
ومن علامات صحة التوبة: الإقبال على الله عز وجل، والبكاء على الذنب الذي
حصل، وإذراف الدموع على تلك المعصية التي وقعت فيها، بخلاف الأمر في التوبة
السقيمة التي يكون من علاماتها: جمود العين، لا دموع ولا عبرات تسكب
خوفاً من الله تعالى من هذا الذنب الذي وقعت فيه
===
4_الإلحاح على الله بقبول التوبة:
إن من علامات التوبة الصحيحة: أنك تتملق الله عز وجل، ومعنى التملق هو:
الإلحاح إلى الله تعالى، والاعتذار إليه عما وقع منك، والاعتراف والإلحاح
على الله بقبول التوبة، والاعتراف عند الله مهم جداً، لذلك كان في ضمن سيد
الاستغفار، أن يقول العبد: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا
عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك
بنعمتك عليّ -أبوء أي: اعترف- وأبوء بذنبي فاغفر لي). فإذاً: صار الاعتراف
بالذنب عند الله عز وجل من الأمور المهمة.
=====
من علامات التوبة الصحيحة:
==
5_كسرةٌ خاصة تحصل للقلب:
وكذلك انخلاع القلب وتقطعه ندماً وخوفاً من هذا الأمر العظيم. وكذلك من
موجبات التوبة الصحيحة كسرة خاصة تحصل للقلب لا تحصل بأي شيء آخر سواه، لا
بعبادة ولا بغيرها. الانكسار الذي يحدث في نفسك عند التوبة إلى الله عز
وجل، هذا النوع من الانكسار لا يحدث إلا بالتوبة، إذا ما حصل هذا الانكسار
وهذه الذلة أمام الله تعالى، والخجل والحياء من الله عز وجل؛ فعند ذلك
تتهم التوبة. فانكسار القلب بين يدي الرب عز وجل، كسرة تامة وإلقاؤه بين
يدي ربه طريحاً ذليلاً خاشعاً، كحال عبد هرب من سيده، فأُخذ وأمسك وأحضر
بين يديه، ولم يجد ما ينجيه من سطوته ولا منه مهرباً، وعلم إحاطة سيده
بتفاصيل جنايته، هذا مع حبه لسيده وحاجته إليه، وعلمه بضعفه وعجزه وقوة
سيده، وذله وعزة سيده، فتجتمع في هذه الحال كسرة وذلة وخضوع ما أنفعها
للعبد! وما أحسن عائدتها عليه! وما أعظم جبرها! وما أقربه بها إلى سيده!
فليس شيء من الأشياء يعدل هذه الكسرة، وهذا الخضوع والتذلل، فيقول ابن
القيم رحمه الله: فلله ما أحلى قول القائل: أسألك
بعزك وذلي إلا رحمتني، أسألك بقوتك وضعفي، وبغناك عني وفقري إليك، هذه
ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، عبيدك سواي كثير، وليس لي سيد سواك، لا
ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال
الخاضع الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، سؤال من خضعت لك رقبته، ورغم
لك أنفه، وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه. هذه هي حال التائب توبة
حقيقة، هذا لسانه يعبر به عما يستجيش في نفسه، وعما يختلج في قلبه من
الشعور بأهمية رحمة الله وبأهمية حصوله عليها. فما أصعب التوبة الصحيحة !
وما أسهلها باللسان والدعوى! التوبة باللسان والدعاوي سهلة، لكن التوبة
الصحيحة التي تجتمع فيها هذه العلامات توبة صعبة، ولكن من أقبل على الله
وأخلص له، فإنه لابد أن يوفقه لهذه التوبة الصحيحة.
========
اللهم ارزقنا توبة نصوحا
قبل الممات و رحمة عند الحساب و تثبيتاً عند السؤال اللهم ارزقنا التقى و
الهدى و العفاف والغنى اللهم آمين .